الجمعة، 17 أبريل 2009

يقين

يسير في الحياة . . . . . . . . تأخذه الأيام . . . . السنين . . . . . . . تتناثر من حوله الأفكار . . . . . . . هو بينهم . . . . . . . . لكن يرى ما لا يرون . . . . . . . يسمع ما لا يسمعون . . . . . . . هي نفس الصور و الكلمات . . . . . . . لكن ربما الألوان والصدى مختلفان . . . . . . . كثيرا ما كان يقف ينظر أو يتأمل . . . . . . كان في وقفاته دائما يتساءل . . . . . . . ماذا بعد ؟ . . . . . . . . هل هي فوضى . . . . أم مقدّرة . . . . . أين الحقيقة في كل ما حوله . . . . . . . . هل يستسلم لمن حوله . . . . . . أم يشذ عنهم . . . . . . أم يعيش بينهم مثلهم و من داخله غيرهم . . . . . . . . . . اليوم . . . . . . . . لم يعد كذلك . . . . . . . اليوم . . . . . . . هو يسير بسرعة في طريقه . . . . . . . قل ينطلق . . . . . . تزيده الأيام سرعة . . . . . . . و العقبات صلابة . . . . . . . اليوم . . . . . . . . ما عاد يتوقف كثيرا مثل الماضي . . . . . . . . لأن الوقوف أصبح يعني له التأخر . . . . . . . لم تعد تؤثر فيه كلمات الحائرين أو نظرات المشفقين . . . . . . . ينظرون له فيبادرونه بسؤاله الذي كان بالأمس . . . . . . . . ماذا بعد ؟ . . . . . . . . لماذا كل الذي أنت فيه . . . . . . . تجوع النهار . . . . . . . نومك قليل . . . . . . . . القران لا يكاد يفارق شفتاك . . . . . . . أموالك ليست لك . . . . . وقتك ملك لغيرك لا لك . . . . . . . . الناس يقصدونك لتحل مشاكلهم . . . . . . ماذا بعد ؟ . . . . . . . .لم يكن يجيب . . . . . . . . . يبتسم . . . . . . . كانت تكفيه هذه الإبتسامه للرد عليهم . . . . . . . رده عليهم كان في داخله . . . . . . . . كما كان يتساءل في داخله أيضا . . . . . . . . . . رده عليهم كان إني قد ذقت الـــيـــقــــيــــن . . . . . . . . . اليقين . . . . . . . يقين بالخالق . . . . . . المالك . . . . الواهب . . . . . . . الحكم . . . . . . . العدل . . . . . . خلق كل شيئا فقدره تقديرا . . . . . . . يقين برسالات رسله و بنبوءات كتبه . . . . . . . . يقين بوعده و ثقة به . . . . . . . . . يقين بأوامره و نواهيه . . . . . . . كان يبتسم . . . . . . لأن طعم اليقين يرتشف منه و لا يحكى عنه . . . . . . . أمرك فيه كله لك خير . . . . . . سراء أو ضراء . . . . . . فقط تحاول أن ترضي ربك . . . . . . . تتقرب منه . . . . . . . تحبه . . . . . ترجوه . . . . . . . تخشاه . . . . . . . ثم بعد ذلك هو يختار لك . . . . . يدبر لك . . . . يغفر لك
اليوم . . . . . . . . . . أصبحت وقفاته ليحاول أن يستزيد من علم اليقين . . . . . . . هو يعلم أن نبي الله موسى _ عليه الصلاة و السلام _ حين سأل الله أن ينظر إليه . . . . لم يكن يشك في وجوده سبحانه . . . إنما أراد الكليم أن يستزيد من اليقين . . . . حتى يبلغ ذروته . . . . . فقال له الله عز و جل أنظر إلى الجبل . . . . . . . هو اليوم ينظر إلى جبله . . . . . . . . جبله . . . . . . . . هو كل هذا الذي يحيط به . . . . . . . . في كل يوم يرى الجبل في كل شيء . . . . . . . . يرى كيف هيأ الله له أم تطعمه وهو لا يعلم شيئا . . . . . . و أب يربيه و هو لا يملك شيئا . . . . . . ومن حوله من الناس كلهم مسخرين له . . . . . . . إذا فلن يضيعنا الله كما قالت هاجر أم إسماعيل عليهما السلام . . . . . . . . و هي التي شربت اليقين من زوجها الخليل

كان يعلم أيضا أن إبراهيم عليه السلام عندما قال . . . . . . . . ( ربي أرني كيف تحيي الموتى ) . . . . . . لم يكن يشك في قدرة الخالق على البعث . . . . . . . . . و هو الذي أنشأنا من قبل و لم نك شيئا . . . . . . . .إنما كان يتوق إلى أن يصل إلى أعلى غصن في شجرة اليقين . . . . . . . . ذاك الذي وصل إليه محمد عليه الصلاة و السلام . . . . ( لقد رأى من أيات ربه الكبرى ) . . . . ولما أردا إبراهيم عليه السلام أن يعلم قومه اليقين . . . . . . نزل معهم إلى مرتبة الظن و الشك . . . . . . . فأمسى يرى الكواكب فيختار منها كما كانوا يختارون . . . . . ثم ينقض أوهام الشك . . . . . . . وهما . . . . وهما . . . . . حتى انتهى بهم إلى التوحيد
كان في المسجد حين خالجته الخواطر . . . . . و غلبته دمعاته . . . . . . . وهو يتذكر ما كان من أيام سؤاله و شكه . . . . . . . . . عاهد نفسه أن يظل يطلب اليقين دائما . . . . . . . علم اليقين . . . . . . . . . غدا . . . . . . . سيكون للمتقين إماما . . . . . . . . .غدا. . . . . . . . . سيتمنى الكثيرون لو يكونون مثله . . . . . . . . و بعد غد . . . . . . . سيكون بجوار إبراهيم و موسى و محمد عليهم الصلاة و السلام
في محرابه . . . . . يفتح المصحف لتقع عينيه على قوله عز و جل


(( و كذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات و الأرض و ليكون من الموقنين ))

الجمعة، 3 أبريل 2009

ولكن أنظر

أن تراني و أراك
و أن تلقاني و ألقاك
و أن تنظر إلي و أنظر إليك...
سيزيد هذا من دفء علاقتنا ، سيطورها من مجموعة أوقات نقضيها في بعض الكلمات إلى علاقة نظرات ..... إشارات .... علامات....
في الطريق إلى الله عز و جل ستحتاج إلى الكثير من اليقين ..... علم اليقين .... في الطريق ستظل تمشي .... أو تهرول ربما .... سترى الكثير من الأيات و العلامات ........ حتى الرسائل ستجدها جلية واضحة فقط عليك أن تتلقاها بقلب طاهر ونفس صافية لا تجعل انبهارك بها يوقفك عن الطريق ..... نهاية الطريق ليست هنا ..... نهاية الطريق هناك .... أتذكر ( الملتقلى الجنة يا عمر ) ..... الطريق مستقيمة جميلة لكن مليئة بالحفر .... و من أجمل ما فيها أنك إذا عثرت في حفرة تستطيع أن تقوم لتكمل الطريق تذكر ( إنه طريق النور ) لا تستسلم ستتعثر بالتأكيد لكنك ستقوم أقوى فربك واسع المغفرة..... عليم بك ...... استمر .... قف على بابه .... لا تيأس ..... لا تستعجل نهاية الطريق ..... تذكر دائما ...... نهاية الطريق ليست هنا ...... نهاية الطريق هناك عندما ترى (( الـــلــــه عـــــز و جـــل )) لا تستعجل.....


(( قال ربي أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ))