يسير في الحياة . . . . . . . . تأخذه الأيام . . . . السنين . . . . . . . تتناثر من حوله الأفكار . . . . . . . هو بينهم . . . . . . . . لكن يرى ما لا يرون . . . . . . . يسمع ما لا يسمعون . . . . . . . هي نفس الصور و الكلمات . . . . . . . لكن ربما الألوان والصدى مختلفان . . . . . . . كثيرا ما كان يقف ينظر أو يتأمل . . . . . . كان في وقفاته دائما يتساءل . . . . . . . ماذا بعد ؟ . . . . . . . . هل هي فوضى . . . . أم مقدّرة . . . . . أين الحقيقة في كل ما حوله . . . . . . . . هل يستسلم لمن حوله . . . . . . أم يشذ عنهم . . . . . . أم يعيش بينهم مثلهم و من داخله غيرهم . . . . . . . . . . اليوم . . . . . . . . لم يعد كذلك . . . . . . . اليوم . . . . . . . هو يسير بسرعة في طريقه . . . . . . . قل ينطلق . . . . . . تزيده الأيام سرعة . . . . . . . و العقبات صلابة . . . . . . . اليوم . . . . . . . . ما عاد يتوقف كثيرا مثل الماضي . . . . . . . . لأن الوقوف أصبح يعني له التأخر . . . . . . . لم تعد تؤثر فيه كلمات الحائرين أو نظرات المشفقين . . . . . . . ينظرون له فيبادرونه بسؤاله الذي كان بالأمس . . . . . . . . ماذا بعد ؟ . . . . . . . . لماذا كل الذي أنت فيه . . . . . . . تجوع النهار . . . . . . . نومك قليل . . . . . . . . القران لا يكاد يفارق شفتاك . . . . . . . أموالك ليست لك . . . . . وقتك ملك لغيرك لا لك . . . . . . . . الناس يقصدونك لتحل مشاكلهم . . . . . . ماذا بعد ؟ . . . . . . . .لم يكن يجيب . . . . . . . . . يبتسم . . . . . . . كانت تكفيه هذه الإبتسامه للرد عليهم . . . . . . . رده عليهم كان في داخله . . . . . . . . كما كان يتساءل في داخله أيضا . . . . . . . . . . رده عليهم كان إني قد ذقت الـــيـــقــــيــــن . . . . . . . . . اليقين . . . . . . . يقين بالخالق . . . . . . المالك . . . . الواهب . . . . . . . الحكم . . . . . . . العدل . . . . . . خلق كل شيئا فقدره تقديرا . . . . . . . يقين برسالات رسله و بنبوءات كتبه . . . . . . . . يقين بوعده و ثقة به . . . . . . . . . يقين بأوامره و نواهيه . . . . . . . كان يبتسم . . . . . . لأن طعم اليقين يرتشف منه و لا يحكى عنه . . . . . . . أمرك فيه كله لك خير . . . . . . سراء أو ضراء . . . . . . فقط تحاول أن ترضي ربك . . . . . . . تتقرب منه . . . . . . . تحبه . . . . . ترجوه . . . . . . . تخشاه . . . . . . . ثم بعد ذلك هو يختار لك . . . . . يدبر لك . . . . يغفر لك
اليوم . . . . . . . . . . أصبحت وقفاته ليحاول أن يستزيد من علم اليقين . . . . . . . هو يعلم أن نبي الله موسى _ عليه الصلاة و السلام _ حين سأل الله أن ينظر إليه . . . . لم يكن يشك في وجوده سبحانه . . . إنما أراد الكليم أن يستزيد من اليقين . . . . حتى يبلغ ذروته . . . . . فقال له الله عز و جل أنظر إلى الجبل . . . . . . . هو اليوم ينظر إلى جبله . . . . . . . . جبله . . . . . . . . هو كل هذا الذي يحيط به . . . . . . . . في كل يوم يرى الجبل في كل شيء . . . . . . . . يرى كيف هيأ الله له أم تطعمه وهو لا يعلم شيئا . . . . . . و أب يربيه و هو لا يملك شيئا . . . . . . ومن حوله من الناس كلهم مسخرين له . . . . . . . إذا فلن يضيعنا الله كما قالت هاجر أم إسماعيل عليهما السلام . . . . . . . . و هي التي شربت اليقين من زوجها الخليل
كان يعلم أيضا أن إبراهيم عليه السلام عندما قال . . . . . . . . ( ربي أرني كيف تحيي الموتى ) . . . . . . لم يكن يشك في قدرة الخالق على البعث . . . . . . . . . و هو الذي أنشأنا من قبل و لم نك شيئا . . . . . . . .إنما كان يتوق إلى أن يصل إلى أعلى غصن في شجرة اليقين . . . . . . . . ذاك الذي وصل إليه محمد عليه الصلاة و السلام . . . . ( لقد رأى من أيات ربه الكبرى ) . . . . ولما أردا إبراهيم عليه السلام أن يعلم قومه اليقين . . . . . . نزل معهم إلى مرتبة الظن و الشك . . . . . . . فأمسى يرى الكواكب فيختار منها كما كانوا يختارون . . . . . ثم ينقض أوهام الشك . . . . . . . وهما . . . . وهما . . . . . حتى انتهى بهم إلى التوحيد
كان في المسجد حين خالجته الخواطر . . . . . و غلبته دمعاته . . . . . . . وهو يتذكر ما كان من أيام سؤاله و شكه . . . . . . . . . عاهد نفسه أن يظل يطلب اليقين دائما . . . . . . . علم اليقين . . . . . . . . . غدا . . . . . . . سيكون للمتقين إماما . . . . . . . . .غدا. . . . . . . . . سيتمنى الكثيرون لو يكونون مثله . . . . . . . . و بعد غد . . . . . . . سيكون بجوار إبراهيم و موسى و محمد عليهم الصلاة و السلام
في محرابه . . . . . يفتح المصحف لتقع عينيه على قوله عز و جل
(( و كذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات و الأرض و ليكون من الموقنين ))
اللهم انى اسالك يقينا لا ريب فيه
ردحذفاللهم انى اسالك قلبا توابا لا كافرا ولا مرتابا
اللهم ارزق من كتب هذه المدونه الحكمه
امين
ردحذف